أنصاف الداية

الصورة دي الوحيدة للست أنصاف، الداية اللي كانت بتشتغل في عزبة جدي، العزبة اللي كانت شايلة اسم العيلة، وكان جدي وقتها العمدة وكبير البلد.
الحكاية بدأت بلعنة غـ,ـريبة، كل الولاد اللي بيتولدوا في البلد بيموتوا، والبنات بس هما اللي بيعيشوا. في الأول، الناس افتكرت إن ده نصيب، بس مع الوقت بقى الموضوع مرعب، كل ولد بيتولد، بعدها يتدفن! لحد ما الأمهات بقوا يدعوا ربنا وقت الحمل إنه يرزقهم ببنت.
جدي كان بيقول لي إنه في الفترة دي كان حاسس برعب، كأن العزبة مسكونة بلعنة، وكل كام يوم، واحدة تولد، ولو المولود ولد، يروحوا يدفنوه من غير حتى ما يستغربوا.
أنصاف كانت الداية الوحيدة في العزبة، كل الناس بتروح لها، لأنها كانت الوحيدة اللي متعلمة التوليد على أيد ناس من بلاد بره، ودرست في مدرسة في الزقازيق. الصورة دي لأول دفعة اتخرجت من المدرسة، وأنصاف كانت أشطر واحدة فيهم، عشان كده واقفة جنب المعلمة في الصورة.
أنصاف أصلاً مش من بلدنا، وإحنا أصلًا العـ,ـزبة عندنا محدش غريب بيدخلها، بس هي راحت لجدي تبكي وتتحايل عليه إنها ملهاش حد بعد ما ابنها الوحيد مات، فصـ,ـعبت عليه. لما قالت له إنها عايزة تتعلم التوليد عشان تفيد البلد، فرح بالفكرة واتكفل بمصاريفها، وبنى لها بيت صغير في آخر العزبة.
للمتابعه اضغط على الرقم 2 في السطر التالي 👇 👇