تزوجت أرمل

اعتصر قلبي حزنا واختنق حلقي قهرا وابتلت وسادتي دموعا على حالي.
استقبلتهم والدتي في الغد، بينما لمحتهم من نافذة غرفتي حين حضر برفقة والدته العجوز وابنه الصغير الذي يبدو في الثالثة من العمر، قدمت لهم صينية القهوة والحزن يلتف حولي يقيدني عن الشعور بالفرح كأي فتاة في يوم خطبتها…
لم يكن حاله أفضل من حالي ، فالحزن في عيونه الذابلة ، ونظارته المنكسرة تخبرني كم هو حزين على فراق زوجته.
تبا لا يظهر الرجال حبهم لزوجاتهم حتى يرحلن ويتركنهم،
انسكب كوب الحليب فجأة على الصبي، اندفعت نحوه بعفوية في لحظة ارتباك من والده وجدته الطاعنة في السن.
لا أعلم لماذا شعرت بأني مسؤولة عنه لحظتها، أمسكت بكفه الصغيرة ودعوته إلى الحمام بغية تنظيف ثيابه، ابتسم والده وطلب منه مرافقتي، حينها دخلت الحمام برفقته وما ان نزعت عنه قميصه حتى استقرت نظراتي على چرح في مرفقه، سألته:
_ ما بها يدك؟
أجابني ببراءة:
_ وقعت بالأمس من سلالم بيتنا.
_ وهل تؤلمك ؟
أومأ برأسه ليؤكد لي ألمه.
_ وهل أسعفك والدك؟
_ كلا ..كان في العمل.
_ وجدتك؟
_ هي مريضة، دوما مريضة ونائمة.
لم أجرب شعور اليتم يوما ، حتى وانا كبيرة لا أتحمل فكرة فراق أمي فكيف لك ان تتحمله يا صغيري!
دمعت عيناي لحاله، فسألته عن والدته ان كان يعرفها،
رفع من كتفيه في تصرف طفولي عفوي ثم أخبرني
أنها في الجنة كما أخبره والده، وأنه سيجلب له اليوم والدة أخرى تهتم به وبأخته، ثم سألني بكل براءة:
_ هل انت هي أمي؟
لم أملك كلمات أجيبه بها سوى بضعة دموع وعناق اعتصرت فيه جسده الصغير بين ذراعي، كم كان حضنه دافئا رغم صغر سنه!
جففت دموعي ثم سألته:
_ من يطعمك وينظف لك ويغير ملابسك، من يعتني بك؟
_ بابا
_ وهل طعامه لذيذ؟
_ لاااا طعامه سيء، لا أحبه.
ابتسمت من براءته والدموع تتلألأ في عيناي، شعرت بما يعانيه والده دون زوجته، فهمت الان لما أراد الزواج بسرعة… ليس من أجله بل من أجل أطفاله، فبعد ان بحث عن زوجة صالحة ، اليوم يريد أما صالحة لهم…
قبلت الصغير بعدها و قدمت له قطعة حلوى، ثم رافقته الى الصالة، اندفع حينها بقوة نحو والده ليخبره عن الحلوى التي بيده.
سأله والده:
_ من قدم لك الحلوى؟
نظر الصغير نحوي وأشار إلي:
_ العمة، قدمتها لي.
ابتسمتُ وأجبته بكل حب:
_ لست العمة، أنا ماما حياة
للمتابعه اضغط على الرقم 2 في السطر التالي 👇 👇