من شدة الفقر لن تصدق ماذا قرر رجل فعله بابنته

قلت له: “والله لقد مررنا بأمور شاقة، لم نذق فيها طعامًا وخشينا المـ.ـ….وت. قلت أبيعها لعل الله ينقذنا بها وينقذها بك. ثم أخبرته بثمنها وأنني فقدته ولم أستفد منه شيئًا.”
قال لي: “خذ ابنتك ولا تفعل مثل هذا مجددًا.” وأخرج صرة فيها ثلاثون ريالًا وقال: “هذه بيني وبينك.” ثم قسمها نصفين وأعطاني نصيبي.
فرحت كثيرًا وشكرته ودعوت الله له وحمدت الله على فضله. ثم أخذت ابنتي وذهبت إلى سوق التمر لأشتري تمرًا لي ولابنتي وزوجتي. وفوجئت بالحمال الذي حمل التمر لي، فصرخت فيه قائلة: “أين كنت؟”
فأجابني: “يا عم، لقد سرت في مسيرتك حتى أعميت عيني على طريقك، وطفقت أبحث عنك ولم أجدك، فرجعت إلى السوق لعلي أجدك. الحمد لله أني وجدتك.”
فقلت له: “ألحق بي.” وعندما دخلنا البيت وأراد أن يفرغ التمر في إناء عندنا، إذا بالدراهم العشرة التي فقدتها في أسفل الزنبيل.
حمدت الله وشكرته على فضله وعلمت أن الفرج يأتي بعد الكرب وأن مع العسر يسراً. وعاهدت ربي أن أشكر نعمته وأن أُجلّ رزقه وأن لا أحقر طعاماً أو أرميه أو أدعه منبوذاً مع القمامة والقاذورات. والله المستعان