العقد الثمين

موقع أ
قال : فتموَّلت ، وأصبحتُ بِخير حالٍ ، فجاءوني يوماً وقالوا لي :
إن لدينا فتاةً يتيمة نُريد أن نُزوِّجك بها ، وألحُّوا عليَّ في ذلك فوافقت ، فلمَّا أدخلوني عليها رأيتُ على صدرِها عُقداً من اللؤلؤ ، فلم أتمالك نفسي من إمعان النظر في ذلك العُقد ، وأنا في حالٍ من الذهول والعجب ، إذ أنه هو ذات العُقد الذي وجدتهُ بِمكة ، فبينما أنا أنظُر في العُقد ؛ إذا بالفتاة تخرُج باكيةً مُنتحبة ، وهي تقول :
إنه لا يُريد أن ينظُر إلى وجهي ، فهو لا يرفع بصره عن العُقد الذي على صدري .
فلما صليت بهم صلاة الفجر ذكروا لي ذلك ، فأخبرتهُم أنني قد وجدت هذا العُقد قبل كذا وكذا مُلقىً على الأرض في صُرةٍ من حريرٍ ببيت الله الحړام ، وقد أعدتُه لصاحبه ، فكبَّروا جميعاً ، حتى ارتجَّ المسجد بتكبيرهم ، ثم أخبروني أن صاحب العُقد هو والد هذه اليتيمة ، وليس لديه سواها ، وقد كان يؤمُهم في الصلاة بهذا المسجد ، وأنه ټوفي قبل مُدة ، ولكنهُ منذُ أن عاد من الحج لم يفتأ يدعو بهذا الدُعاء ، ونحنُ نُؤمِّن من خلفه :
” اللهُمَّ إني لن أجد أحداً مثل صاحب العُقد ؛ اللهُمَّ لقني به حتى أُزوِّجه وحيدتي “، وها قد أستجاب الله تعالى لدُعائه فجاء بك وزوَّجك من ابنته ، ولو بعد مۏته وهذا جزاء الأمانة وعفة النفس.
للمتابعة اضغط على الرقم 2 في السطر التالي 👇👇