close
قصص

المأمون وصاحب الشرطة

فأبصرت في وجهه فإذا هو بصاحبي فأرسلت إلى حداد كسر قيده و أدخلته الحمام فاغتسل و ألبسته ملابس نظيفة و قلت له هذه ألف دينار و هذه فرسي خذها و اذهب و دعني أصارع المأمون.

 

قال: والله لن افعلها!

قلت: لماذا ؟

قال: ذنبي عند المأمون عظيم و هو قاټلي لا محالة فإن ذهبت قټلك مكاني فلا أبرح !

مقالات ذات صلة

و ألححت عليه فلم يفعل قلت: إذا تبقى هنا و أنا أذهب الى المأمون ألتمسها فإن أجابني فبها و إلا أرسلت أليك ليقطع رأسك.

قال: هذه قبلت بها

و ذهبت إلى البزاز و اشتريت منه كفنا و أبقيت الكفن معي إلى الصباح و الصباح صليت الصبح و جاءني رسول المأمون يطلب الرجل فأخذت الكفن و ذهبت.

لما جئت إلى المأمون وجدته يتمشى في حديقة الدار قال أين الرجل ؟ قلت اسمع مني يا أمير المؤمنين

قال: علي عهد الله إن قلت فر لقطعت رأسك مكانه.

قلت: اسمع مني يا أمير المؤمنين و لك أن تفعل بعدها ما تشاء.

قال: قل!

فقصصت قصتي من أولها إلى آخرها ..فلما سمع المأمون القصة بكى ! قال: والله لا أعلم أيكما أكرم ..أهو الذي آواك و كرمك دون معرفة ؟

أم أنت الذي أردت أن تفتديه بروحك بعد المعرفة ؟

و أنا لا اريد أن أكون ألأمكما فقد عفوت عن الرجل أحضره ..

و الآن طمعت فيه قلت يا أمير المؤمنين ذلك لا يكفي

قال: بل ! ..قلت صله ..قال وصلناه بخمسين ألف درهم ..قلت ذلك لا يكفي.

قال: لم ؟!

قلت: لأن ذنب الشخص كبير و هدايا الملوك على قدر ذنب الرعية فأجزل له العطاء.

قال: وصلناه بمئة ألف و ولاية الشام و عفونا عنه احضره ..

فلما حضر الرجل قبل العفو و صفح عن المال و الولاية قال المال عندي ما يكفيني منه و الولاية يكفيني ما صرت إليه وعاد لبلده وأهله سالمًا

الصفحة السابقة 1 2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى