خرج شاب من منزله ي

فقال لها زوجها ؟ لما أنتي تبكين ؟
أجابت وهيه تبكي بشدة فقالت ؟ فوالله أن للبيوت أسرار، فوالله أنها معجزة ؟ ،
فقال لها : أخبريني ما الأمر ؟ فقالت : طرقت جميع أبواب البيوت فقالوا أنهم ليس بحاجه للخبز والبعض شكرني وطلب مني أن أقدمها لغيرهم. ولم يقبل أحد أن يأخذ مني الخبز ..فقررت أن أعود بالخبز الى المنزل. وعندما كنت في طريقي للمنزل أوقفني رجل شيخ كبير وكانت هيئته طيبة ونور وجهه يشع مثل القمر ولحيته شديده البياض. فسألني فقال لي ، هل تعرفين بيت فلان. فقلت له نعم أنه يقع في أخر الطريق ؛ فقال لي، أوصليني الى هناك جزاكي الله خيراً ..فمشيت أمامة وهو يسير خلفي وعندما وصلت أمام المنزل ……….. عندما وصلت أمام المنزل، التفتُّ إليه لأخبره بأنه قد وصل، لكن المفاجأة صدمتني… لم يكن هناك أحد! اختفى الشيخ فجأة وكأنه لم يكن موجودًا أبدًا! شعرت بقشعريرة تسري في جسدي، وبدأت ألتفت حولي بحثًا عنه، لكن المكان كان فارغًا تمامًا.
وقفت للحظات مشدوهة مما حدث، ثم نظرت إلى باب المنزل الذي أوصلني إليه. كان بيتًا متواضعًا، بابه خشبي قديم، وأضواؤه خافتة. ترددت قليلًا، ثم طرقت الباب بخوف.
بعد لحظات، فتح الباب رجل مسنّ، بدت على وجهه علامات الحزن والتعب. نظر إليَّ باستغراب وسألني:
— “نعم، يا ابنتي؟ كيف يمكنني مساعدتك؟”
تلعثمت قليلًا قبل أن أقول:
— “يا عم، هل يسكن هنا شخص مسنّ ذو لحية بيضاء ووجه مشرق؟ لقد طلب مني إيصاله إلى هنا، لكنه اختفى فجأة أمام الباب!”
اتسعت عينا الرجل، وامتلأت بالدموع وهو يهمس بصوت مرتجف:
— “يا الله… يا الله… هل رأيتيه حقًا؟”
أومأت برأسي، فقال وهو يمسح دموعه:
— “إنه أبي، توفي منذ سنوات… كان معروفًا بكرمه ومساعدته للناس، وكان هذا بيته قبل أن نتركه بسبب ظروفنا الصعبة… ربما أرسله الله ليذكّرنا برحمته.”
شعرت بقشعريرة تسري في جسدي، ولم أستطع التحدث. وبعد لحظة صمت، سألني الرجل:
— “ولكن لماذا جئتِ إلى هنا؟”
تذكرت الخبز الذي أحمله، فقلت:
— “كنت أوزّع الخبز على الجيران، ولم يقبل أحد به، وعندما كنت في طريقي للعودة، التقيت بالشيخ وأوصلته إلى هنا.”
ابتسم الرجل بحزن وقال:
— “سبحان الله… نحن لم نأكل منذ يومين، وكنت أدعو الله أن يرزقنا طعامًا!”
امتلأت عيناي بالدموع، وأعطيته الخبز كله. بكى الرجل وهو يدعو لي ولزوجي، ثم دخل إلى منزله.
عُدت إلى بيتي وأنا أشعر بفرحة غريبة وراحة عميقة، وعندما أخبرت زوجي بما حدث، ابتسم وقال:
— “أرأيتِ؟ رزقنا عند الله، وما أعطيناه عاد إلينا بأجرٍ أعظم!”
وفي اليوم التالي، خرج الزوج بعربته مجددًا، لكنه هذه المرة لم يكن يبحث عن الرزق فقط، بل كان يبحث عن الخير ليمنحه لمن يحتاج… ومنذ ذلك اليوم، لم يعد للبيت جائع، فقد فتح الله عليه من حيث لا يحتسب.