تاجر العبيد

قال التاجر فعلمت أن الغلام من أولياء الله الصالحين . فقلت لسيده كم ثمن هذا الغلام فقال ثمنه مائة درهم فقلت له ولك مني عشرون فوق المائة ثم جئت به إلى منزلي فكان يصوم النهار و يقوم الليل و لا ينقطع لحظة واحدة عن عبادة الله و تلاوة كتاب الله .
و ذات ليلة دخلت مخدعه فوجدته يصلي و يبكي حتى سجد فكان يناجي ربه فحفظت من مناجاته هذه الكلمات
إلهي
.. أغلقت الملوك أبوابها و بابك مفتوح للسائلين . إلهي .. غارت النجوم و نامت حبيب بحبيبه و أنت حبيب المجتهدين و أنيس المستوحشين إلهي .. إن طردتني عن بابك فإلى باب من ألتجئ و إن قطعتني عن جنابك فبجناب من أحتمي إلهي .. إن عذبتني فإني مستحق للعذاب و النقم و إن عفوت عني فأنت أهل الجود و الكرم يا سيدي لك أخلص العارفون و بفضلك نجا الصالحون و برحمتك أناب المقصرون يا جميل العفو
فلما أصبحت قلت له يا أخي كيف كان نومك الليلة فقال كيف ينام من ېخاف الڼار و العرض على الواحد القهار . ثم بكى فقلت
له
اذهب فأنت
حر لوجه الله . فلم يفرح بذلك . و قال يا سيدي كان لي أجران أجر العبودية و أجر الخدمة فحرمتني من أحدهما أعتق الله و جهك من حر جهنم . فدفعت إليه نفقة فأبى أن يأخذ منها شيئا و قال إن من تكفل برزقي حي لا ېموت ثم غاب عني .
فكنت كلما ذكرت كلامه أخذني البكاء فسألت الله أن يحشرني فى زمرة عباده الصالحين المحبين لقربه و الساعين ليلهم و نهارهم إلى طلب فضله و رضاه ..
أتمني من كل من قرءها أن يصلي على الحبيب المصطفي اللهم صل وسلم وبارك على محمد وال محمد وعلى صحبه الابرار…
شارك
ليستفيد غيرك