يحكى في قديم الزمان عن راعي يعيش في قرية كردية

فكانت تضع في جراب ابنتها ما لذّ و ما طاب من الأكل ،ما (فاتو) فكانت تضـ,ـع لهارغـ,ـيف خبز يابس و وبصلة ،أما في الدار ، فكانت كل الأعمال المتعبة تقع على عاتق (فاتو) أما كل ما هو سهل تقوم به (عيشو) ،ولما تجلسان تعطيي المرأة لابنتها كرة صوف صغيرة لتغزلها ،أما (فاتو) فيكون نصيبها كرة صوف كبيرة ،وحين تذهب أختها للنوم ،تبقى المسـ,ـكينة تغـ,ـزل ،ولا تنام إلا بعد أن تنتهي من الغزل .ولم تكن البنت تشتكي لأبيها لأنه لا يصدّقها فهي تعلم أن زوجته تسحره، فيطيعها في كلّ شيئ ،ولا يرفض لها طلبا .
و مع مرور الأيام كانت (عيشـ,ـو) تزيد غنجاً و دلالاً ،و كان وجهها يشع نوراً من كثرة جمالها .. أما (فاتو) فيوماً بعد يوم كانت تفقد جمالها الخلاب و سحرها من كثرة التعب، و قلة الأكل .فلا لحم أو شحم .و كانت لدى (فاتو) بقرة صفراء ،ربّتها منذ صغرها و سبحان الله كانت هذه البقرة تحبّ (فاتو) كثيراً،
تفرح لفرحها ،و تحزن لحزنها .فعندما كان يأتي دور (فاتو) في الرّعي كانت تقود القطيع ،لكي لا تتعب (فاتو) معهم ،وتجلس للراحة، أما عندما كان يأتي دور (عيشو) فكانت تحرّض الحيوانات على الفرار في الجبل ،لتقوم (عيشو) بالجـ,ـري ورائها كامل اليوم ،و كانت تلك البقرة تكره (عيشو) لشرّها، ولا تسمح لـها بأن ترتاح ،ولو للحظة، أما الفتاة ،فهي دائما تهدّدها بالانتـ,ـقام منها ،أما البقرة فكانت تفهم ما تقول البنت،ثم تدور ،وتهز ذيلها أمامها بإحتقار ،وهو ما يزيد في غـ,ـضب (عيشو) منها .
وكانت هناك عجوز فقيرة ،لا يعرف أحد من أين أتت ،تجلس دائما على حافة الجبل ،ولما ترى (عيشو) تقول لها أعطني من طعامك ،فتسخر منها ،وتتركها تتضوّر جوعا
فكانت تطلب من فتيات القرية پقتل ما في رأسها فعندما كانت تذهب ل عيشو و تقول لها اقټلي ما في شعري كانت ترد عيشو و الله ليس لدي وقت فكما ترين أنا أحيك الصوف و أرعى الحيوانات أيضا ولا ينقصني سوى قملك و شعرك المقرف .
و عندما كانت تذهب ل فاتو كانت تقول لها اقټلي ما في شعري فكانت ترد فاتو أهلا و سهلا تفضلي يا جدة
فكانت تضع رأسها على ركبتي فاتو و تفرح كثيرا عندما ټقتل فاتو ما في شعرها و تدعو لأمها بالرحمة .
لاحظت العجوز بأنها كلما تطلب
هذا الطلب من عيشو كانت ترفض أما فاتو فكانت تستقبلها برحابة صدر .
و في يوم من الأيام كانت العجوز تتجول بين القرية رأت عيشو و قامت بطلب نفس الطلب منها فأتاها الجواب بالرفض .. فأمعنت النظر فيها ثم قالت يا ابنتي يوما ما سترين في مكان ما نبعان يتقاـ,ـطعـ,ـان أحدهما مياهه سوداء و الثاني بيضاء اغسلي نفسك بالماء
الأسود و لا تقتربي من الماء الأبيض و ستزيدين غنجا و دلالا إن شاء الله .
و في صبيحة اليوم التالي رأت العجوز فاتو فطلبت منها نفس الطلب فأتاها الجواب بالقبول .. فقالت لها العجوز ابنتي .. في يوم ما سترين في مكان ما نبعان يتـ,ـقاطعان أحدهما مياهه سوداء و الثاني بيضاء .. اغسلي نفسك بالماء الأبيض و لا تقتربي أبدا من الماء الأسود
و بالفعل بعدما اقترب وقت الغروب و حان موعد رحيل فاتو رأت نبعان يتقاطعان أحدهما أسود و الثاني أبيض في حفرة كبيرة .. فقفزت من على الماء الأسود و غسلت نفسها بالماء الأبيض و أكملت طريقها للبيت و في اليوم التالي و في نفس الوقت رأت عيشو نفس المنظر .. و تذكرت نصيحة العجوز و قفزت من على الماء الأبيض و غسلت نفسها بالأسود و أكملت طريقها إلى البيت .
و يوما بعد يوم كانت تزداد فاتو جمالا و أنوثة كسابق عهدها بل أصبحت أجمل .
للمتابعه اضغط على الرقم 3 في السطر التالي 👇 👇