قصة خوخا الذي تحدى أهل قريته

يعاني كثيرا ويتعرض للسخرية والضړب والتعنيف والشتائم دائما .
وفي يوم من الايام بينما كان خوخا يتجول في وقت متأخر من الليل في ارجاء القرية للبحث عن شيئا يأكله واذا به يرى نورا ساطعا يسطع من أعلى الجبل الذي يقع خلف القرية فقرر خوخا ان يذهب ويكتشف ما الأمر .
فذهب خوخا متسلقا الجبل بصعوبة بالغه حتى وصل الى اعلى القمة.
وهناك تفاجئ بوجود حفرة ضخمة يسطع منه النور بشكل غريب فاقترب اكثر واكثر حتى رأى رجلا جالس فوق الحفرة وأيضا كانت رقبته طويلة مثل رقبة
خوخا بالضبط .
في بداية الأمر خاف خوخا من الاقتراب منه عندما تذكر مقولة اهل القرية ان خوخا رجل بروح شيطان وشك في نفسه ان يكون كلام اهل القرية عنه صحيحا والا لما كان هناك رجل بنفس رقبته الطويلة جدا يجلس فوق هذه الحفرة العجيبة .
ولكن خوخا وبعد تفكير طويل قرر الذهاب الى هذا الرجل ليرى ما الامر .
وعند الوصول اليه سمع صوت هذا الرجل يقول كلمات غير مفهومة ناداه خوخا بصوت عال فالټفت الرجل اليه ليتفاجأ خوخا …
… عندما الټفت الرجل إلى خوخا كان وجهه
يعكس ملامح هادئة ومليئة بالحكمة على عكس ما كان يتوقع خوخا من مظهره الطويل الغريب. نظر الرجل إلى خوخا بابتسامة دافئة وأشار له بالاقتراب دون خوف. تجمد خوخا للحظة ثم دبت في نفسه شجاعة غير متوقعة واقترب بحذر.
قال الرجل بنبرة عميقة ومطمئنة أهلا بك يا خوخا كنت في انتظارك. اندهش خوخا إذ كيف عرف هذا الرجل اسمه ولماذا كان ينتظره
ثم تابع الرجل قائلا أعلم ما مررت به وأعلم كيف عانيت من قسۏة الناس وجحودهم. لكن يا خوخا لكل منا دور في هذه الحياة وأنت لست
استثناء.
سأله خوخا بارتباك لكن لماذا أنا لماذا ولدت بهذا الشكل الغريب ولماذا يعاملني الجميع وكأني لعڼة
أجاب الرجل لا يهم الشكل الذي ولدت به بل ما تستطيع فعله بما منحك الله. لقد اخترت هذه الحياة لتتعلم منها وتفهم معانيها العميقة. ليس كل من ولد مختلفا قدرا بل قد يكون قوة خفية لا يدركها سوى القليل.
ثم استمر
الرجل هذه الحفرة ليست سوى باب لعالم آخر حيث يعيش أمثالك الذين لم يفهمهم البشر بسبب اختلافهم. هناك ستجد السلام وستلتقي بأشخاص يشبهونك ويتقبلونك.
لمعت عينا خوخا بالحيرة والأمل في آن واحد. سأل الرجل هل يعني هذا أنني أستطيع الهروب من هذا العالم
أومأ الرجل برأسه نعم يمكنك ذلك لكن الأمر يعود إليك. يمكنك
أن تعبر الحفرة الآن وتذهب أو يمكنك أن تعود إلى القرية وتثبت لهم أن الاختلاف ليس عيبا بل قد يكون قوة.
تردد خوخا ثم نظر إلى القرية من بعيد وتذكر كل الألم والرفض. لكنه شعر أيضا بشعور جديد ينمو داخله رغبة في تغيير تلك النظرة القاسېة التي يحملها الناس عنه وعن من يشبهونه.
وبعد لحظات من التفكير قال للرجل
سأعود إلى القرية. أريد أن أغير تلك النظرة وأظهر لهم أني أستحق الحب والاحترام مثل أي شخص آخر.
ابتسم الرجل برضا وقال إذا امض بثقة وسأكون دائما هنا إذا احتجت إلي. ثم تلاشى مع الضوء الذي كان يسطع من الحفرة.
عاد خوخا إلى القرية عازما على تغيير حياته وقد أدرك أنه ليس ملعۏنا بل مختارا ليكون رمزا للتقبل والصمود