أمير المؤمنين

مكانك رحمك الله حتى أدخل مكة فآتيك بنفقة من عطائي وفضل كسوة من ثيابي فإني أراك رث الحال هذا المكان الميعاد بيني وبينك غدا.
فقال يا أمير المؤمنين لا ميعاد بيني وبينك ولا أعرفك بعد اليوم ولا تعرفني ما أصنع بالنفقة وما أصنع بالكسوة أما ترى علي إزارا من صوف ورداءا من صوف متى أراني أخلفهما أما ترى نعلي مخصوفتين متى تراني أبليهما ومعي أربعة دراهم أخذت من رعايتي متى تراني آكله .. يا أمير المؤمنين إن بينيدي عقبة لا يقطعها إلا كل مخف مهزول فأخف يرحمك الله يا أبا حفص إن الدنيا غرارة غدارة زائلة فانية
فمن أمسى وهمته فيها اليوم مد عنقه إلى غد ومن مد عنقه إلى غد أعلق قلبه بالجمعة ومن أعلق قلبه بالجمعة لم ييأس من الشهر ويوشك أن يطلب السنة وأجله أقرب إليه من أمله ومن رفض هذه الدنيا أدرك ما يريد غدأ من مجاورة الجبار وجرت من تحت منازله الثمار.
فلما
سمع عمر رضي الله عنه كلامه ضړب بدرته الأرض ثم نادى بأعلى صوته ألا ليت عمر لم تلده أمه ليتها عاقر لم تعالج حملها ألا من يأخذها بما فيها ولها فقال أويس يا أمير المؤمنين خذ أنت ها هنا حتى آخذ أنا ها هنا ومضى أويس يسوق الإبل بين يديه وعمر و علي رضي الله عنهما ينظران إليه حتى غاب فلم يروه كم من مشهور في الأرض مجهول في السماء وكم من مجهول في الأرض معروف في السماء !!المعيار
التقوى وليس الأقوى