close
قصص

الراعي والثعبان

لا بأس ان كنت ستلدغني فهذه طبيعتك .. ولست نادما لأني حررتك فهذه طبيعتي .
ثم فتح الراعي عينيه فشاهد الثعبان يزحف بين الاعشاب مبتعدا حتى اختفى ..
في اليوم التالي وبينما كان الراعي يجلس تحت ظل شجرته المعهودة ويعزف بمزماره واذا به يرى الثعبان ذاته يقترب منه وهو يتراقص مع انغام المزمار .. فاستمر الراعي بعزفه الى ان توقف الثعبان عن التمايل ثم وضع قطعة ذهبية كان يخبئها في فمه امام الراعي وانصرف .. سر الراعي كثيرا بذلك وأخذ القطعة وشارك الفرحة مع عائلته لدى عودته للبيت ..
.

واستمر ظهور الثعبان الراقص تحت انغام مزمار الراعي يوميا في نفس الوقت المحدد من النهار .. وفي كل مرة كان يضع قطعة ذهبية وينصرف فكان الراعي يأخذها ويحمد الله ويترك الثعبان لشأنه ..

وبعد شهر قرر الراعي الذهاب الى الحج بما جمعه من مال فأعطى المزمار الى ولده الشاب وأخبره بقصة الثعبان وامره ان يعزف به في وقت الاستراحة حتى تستمر العائلة بالحصول على قطعة الذهب يوميا ..

سافر الراعي فقاد ولده القطيع مكانه وجلس مجلسه تحت ظل الشجرة وشرع بالعزف فشاهد الثعبان يأتي متمايلا مع حركة المزمار تماما كما اخبره والده .. ثم ترك الثعبان قطعته وغادر ..

وتكرر الحال في اليوم التالي .. لكن في اليوم الثالث سأم الفتى من انتظار قطعة واحدة يوميا وقال في نفسه :

لابد ان هذا الثعبان يعيش قرب كنز كبير ..

قرر الفتى ملاحقة الثعبان الى وكره .. فتتبعه بعد نهاية المعزوفة حتى رآه ينسل داخل جحر فھجم عليه وضربه بفأس كانت معه فقطع ذيله فالټفت اليه الثعبان ولدغه في رقبته فعاد الفتى الى بيته بعد جهد جهيد حيث ټوفي هناك متأثرا بالسم ..

عاد الراعي الاب من الحج وعلم بمصرع ابنه ملدوغا فأيقن ان ولده لابد وأنه قد أساء التصرف مع الثعبان ..

استأنف الراعي عمله في رعي الاغنام .. وعند الظهيرة شرع بالعزف لكن الثعبان لم يحضر فاستمر الراعي بالعزف حتى شارفت الشمس على المغيب .. واخيرا ظهر الثعبان مبتور الذنب لكنه لم يكن يتراقص بل وقف يطالع الراعي عن كثب فقال الراعي :

هيا يا صديقي لنستمر كما كنا ولننسى ما حصل .

وهنا نطق الثعبان قائلا :

انت مخطئ ايها الراعي .. لا يمكن ابدا ان ننسى ما حصل .. فكلما نظرت أنا اليك تذكرت ذيلي المقطوع .. وكلما نظرت انت الي تذكرت ولدك المصروع .. فهذه الدنيا لا تبقى على حال واحدة .. والاوقات الجميلة لا تدوم الى الابد .. وداعا يا صديقي ..

قال الثعبان ذلك ثم اختفى الى غير رجعة

الصفحة السابقة 1 2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى