close
قصص

الوزير أبو هريرة

المال الذي هو مال أخي منذ عشرين عاما فإن مت فهو حلال لك ثم نطق الرجل بالشهادتين وماټ

يقول فأخفيت المال وخرجت على من يعينني على ډفن هذا الشيخ وبعد دفنه عدت لآخذ جرة المال فبعد أن كنت فقيرا معدما أصبحت من أثرياء بغداد
أخذت المال وذهبت إلى بائع الخضار وأعطيته ثمن العنب وأعطاني ثيابي ثم أردت أن أركب مركبا لأنتقل إلى الناحية الثانية من نهر دجلة فوجدت مراكب كثيرة لكنني وجدت مركبا صاحبه يبدو عليه الفقر والعوز فركبت معه وقد أحزنني حاله وقد هممت أن أعطيه من هذا المال الذي معي فبكى ثم قال والله ما كنت فقيرا في يوم من الأيام فقد كنت تاجرا أذهب إلى الهند والسند وأتاجر في الحرير والصوف وكان لي أخ لا بارك الله فيه قد ٱتفق مع اللصوص كي يقتلونني ويأخذوٱ مالي لكن الله نجاني إلى أن آل بي المآل إلى بغداد !!

يقول فٱسودت الدنيا في عيني مرة ثانية لقد أصبحت الجرة من نصيب صاحبها ولا بد للمال أن يعود إلى صاحبه تدخل الشيطان وقال لي أعطه بعضه أو نصفه إلى أن توقفت وقلت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وقلت له هذا المال مالك
فلم يصدق الرجل وحكيت له ما حدث بيني وبين أخيه وأنني قد دفنته من ساعة فقط فأخذ الرجل يبكي ويستغفر ربه لسوء ظنه بأخيه ثم أراد أن يعطيني شيئا من هذا المال فأبيت لكنني طلبت منه أن يعذرني فى درهم العنب
يقول فرجعت إلى بغداد مرة ثانية فقيرا معدما كما خرجت منها من قبل وبينما أنا أسير إذ بالعسكر الذين يعملون في ديوان الخراج ينادون علي ويقولون لي نبحث عنك

فقلت سيسجنوننى لعدم دفعي إيجار الغرفة ثم قالوا لي لقد ماټ بالأمس أحد الكتاب بالديوان ونبحث عنك كي تعمل بدلا منه
فأدخلوني عندهم وأعطوني مرتب شهر فذهبت إلى صاحب الدار وأعطيته حقه في الإيجار إلى أن أصبحت وزيرا
إنها قصة العالم الفقيه الوزير ابن هبيرة المولود سنة 499ھ المتوفى 560ھ
قال عنه ابن الجوزي رحمه الله خرج في جنازته ما لم ير في جنازة غيره في عصره
قال الله تعالى
ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا سورة
الطلاق

الصفحة السابقة 1 2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى