close
قصص

قصة راعية الغنم والشيخ الذي ماټ ليلة الډخلة

فقال الأخ الأكبر لن أتركه لك إلا بعد أن نتقاضى ونحتكم عند أحد الشيوخ
فإن كان ابنك فخذه وإن كان أخي سآخذه أنا وقال له سنلتقي غدا في بيت
الشيخ فلان فهل ترضى به حكما بيننا فقال الرجل ونعم الشيخ هو

واتفقا أن يجتمعا عنده في اليوم التالي ليفصل بينهما في هذه القضية المعقدة
وفي اليوم التالي ذهب الأخوة ومعهم الولد إلى بيت الشيخ المذكور ثم جاء
غريمهم أبو الولد وكان بيت الشيخ بعيدا فما وصلوه إلا في ساعات العصر
فرحب بهم الشيخ واستقبلهم استقبالا حسنا وبعد أن استراحوا شرح كل واحد

منهم حجته لذلك الشيخ فقال لهم لن أحكم بينكم قبل أن أقدم لكم واجب
الضيافة ولكنني أريد من هذا الصبي أن يساعدني في بعض الأمور ودعا الشيخ
الصبي ليفهمه ما يريد منه فخرج معه إلى جانب البيت فقال له الشيخ أنت ترى
يا ابني إنكم ضيوف عندي ولا بد من عمل القرى لكم وأغنامي بعيدة وأريد
منك أن تذهب إليها فهي ترعى قرب الوادي الفلاني ومعها ابنتي فغافل ابنتي
واسړق منها خروفا واحمله

وأحضره إلي لكي أعمله عشاء لكم ولا تدع الفتاة تراك أو تحس بك .
فذهب الصبي وغافل الفتاة ثم حمل خروفا كبيرا وسار يعدو به حتى أحضره إلى
الشيخ الذي ذبحه وأعد منه عشاء لهم . وفي ساعات المساء وبعد أن تناول

المختصمون عشاءهم عند ذلك الشيخ عادت الفتاة ومعها أغنامها إلى البيت فجاءت
إلى أبيها وعلى وجهها ملامح الحزن وقالت لأبيها وعلى مسمع من الضيوف لقد ضاع
مني اليوم خروف يا أبي .
فقال لها وكيف ضاع منك هل أكله الذئب
فقالت لا بل سرق .
فقال لها وهل رأيت الذي سرقه
فقالت لا ولكنني عرفته .
فقال لها كيف عرفته ولم تبصره عيناك
فقالت وجدت أثر أقدامه فعرفته من أثره فهو صبي أمه شابة وأبوه شيخ
هرم .
فقال لها أبوها وكيف تثبتي لي ذلك
فقالت إن أثره صغير كأثر صبي لم يبلغ بعد .
فقال أبوها حسنا ولكن كيف عرفت أنه ابن شيخ هرم

فقالت عرفته من أثره أيضا فوجدت خطواته مرة تكون طويلة
ومتباعدة ومرة تكون قصيرة ومتقاربة فعرفت إنه عندما كان يأتيه العزم والقوة
من ناحية أمه فكان يعدو فتبعد خطواته عن بعضها البعض وعندما تأتيه القوة
من عند أبيه فكان يتعب فتقصر خطواته فعرفت أن أمه شابة وان أباه شيخ هرم.
فقال لها الشيخ اذهبي الآن يا ابنتي وسنبحث عن الخروف فيما بعد .
ثم نظر إلى ضيوفه وقال لهم هل سمعتم ما قالته الفتاة
فقالوا نعم سمعنا .

فقال الشيخ وبذلك تكون قد حلت القضية فأما أنت أيها الرجل فالصبي ليس
ابنا لك وأما أنت أيها الصبي فالحق بإخوانك وعد إلى أهلك .وبهذا أكون قد
حكمت بينكم .
وبذلك تكون فراسة الفتاة البدوية حكما فطريا أنقذ الصبي من ظلم أبيه
المزعوم وأعاده إلى حضڼ إخوانه الذين فرحوا كثيرا بعودته إليهم

الصفحة السابقة 1 2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى