لا تقطعنَّ يدَ المعروفِ عن أحدٍ

فقال الملك: املأوا جرته ذهباً و فضةً
فحسده بعض الحاضرين، و قالوا للملك :
إنه فقيرٌ مچنون لا يعرف قيمة هذا المال، و ربما أتلفه أو ضيعه.
فرد الملك : هو ماله يفعل به ما يشاء.
فمُلئت جرته ذهباً ؛ و خرج إلى الباب ففرّق المال على جميع الفقراء !
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
و قد بلغ ذلك الملك، فاستدعاه و سأله عن ذلك، فقال الفقير :
يجودُ علينا الخيّرون بمالهم
و نحن بمالِ الخيّرون نجودُ
.
فأُعجب الملك بجواب الفقير، و أمر أن تُملأ جرته عشر مرات و قال : الحسنةُ بعشر أمثالها.
فأنشد الفقير هذه الأبيات الشعرية التي يتم تداولها عبر مئات السنين:
الناسُ للناسِ ما دامَ الوفاءُ بِهِمُ
و العُسرِ و اليُسرِ أوقاتٌ و ساعاتُ
و أكرمُ الناسِ ما بينَ الورى رجلٌ
تُقضى على يدهِ للناسِ حاجاتُ
لا تقطعنَّ يدَ المعروفِ عن أحدٍ
ما دُمت تقدِرُ و الأيام تاراتُ
و اذكر فضيلةِ صُنع الله إذ جعلت
إليكَ لا لكَ عِندَ الناسِ حاجاتُ
فماتَ قومٌ و ما ماټت فضائِلهم
و عاشَ قومٌ و هم في الناسِ أمواتُ .
.
التلذذ بالعطاء و قضاء حوائج الناس، لا يعرفه سوى العظماء و أصحاب الأخلاق الفاضلة،
و ليس دائماً العطاء بالمنح، بل أحياناً يكون العطاء بالمنع !
فكتمان الڠضب، و ستر أسرار الناس، و كف اللسان عن أعراضهم، و مقابلة السيئة بالحسنة، هو من أنبل أنواع العطاء .