قصة الشاب السوري الذي تم ترحيله من تركيا وحير سكان الشمال السوري بذكائه

كان خالد قد جمع كمية كبيرة من البلوك. بدأ في بناء منزله الصغير على قطعة أرض مجانية في أطراف القرية. لم يكن هناك أحد ليعترض، حيث كانت المنطقة خالية ولا يوجد حسيب ولا رقيب.
استخدم خالد مهاراته في البناء، وبدأ في تركيب البلوك بنفسه. كان يعمل ليلاً نهاراً، يستخدم أي وقت فراغ في البناء. لم يكن الأمر سهلاً، لكنه كان مصمماً على تحقيق حلمه. تدريجياً، بدأ المنزل يتشكل، وأصبح لديه مأوى خاص به.
استمر خالد في جمع المال لشراء أدوات الإسمنت واللوازم الأخرى. بعد فترة، أصبح منزله جاهزاً للسكن. كان يشعر بالفخر كلما نظر إلى منزله، فهو الذي بنى كل شيء بيديه من الألف إلى الياء.
عندما عرف الناس بأمر منزله، أصابهم الذهول. كيف استطاع خالد، خلال ثلاثة أشهر فقط، امتلاك منزل بينما هم يعملون لسنوات ولم يتمكنوا من شراء حتى غرفة؟ اجتمعوا حوله وسألوه عن السر. ابتسم خالد وقال ببساطة: “في كل يوم كنت أشتري قطعتين من البلوك وأصطحبهما معي إلى المنزل. جمعت البلوك وبنيت منزلي بنفسي. الأرض هنا مجانية ولا يوجد من يمنعك. بالصبر والإصرار، يمكن تحقيق الأحلام”.
كانت قصة خالد درساً للجميع عن الإصرار والعزيمة. لم يكن الأمر متعلقاً بالمال فقط، بل بالإبداع والطموح والعمل الجاد. أثبت خالد أن البدايات الصغيرة يمكن أن تؤدي إلى إنجازات عظيمة إذا كانت هناك إرادة وتصميم. ومنذ ذلك الحين، أصبح خالد رمزاً للأمل والإلهام في قريته، وشُكِرَت ابتسامته العريضة على الدروس القيمة التي علمها للجميع.