القناعة

حتى جاءني في احد الأيام استدعاء من المدرسة، كان أولياء الأمور يشتكون من ولدي!..
قلت له: ماذا فعلت؟!
أجاب: لم أفعل شيئاً يا أبي،
كان زملائي في الصف يتفاخرون بسيارات آبائهم،
فتفاخرت أنا أيضا!..
سألته: تفاخرت؟!
بماذا؟!
قال: “بسيارتك يا أبي، !!
قلت لهم لدى أبي عربة أيضاً، سوى أن أبي شخص عبقري، فقد استبدل الإطارين الأماميين بحمار…
وهذا من ذكاء أبي وحرصه على السلامة لو كنتم تعلمون.. أعني هل سمعتم يوماً أن حماراً قد تجاوز السرعة القانونية في الطريق؟!
أدري أن هناك حميراً تتجاوز السرعة القانونية، لكنها من نوع آخر، لا تفكروا كثيراً ودعوني أُكمل…
إن أبي لا يضطر للتوقف كثيراً في محطات البنزين، المزدحمة هذه الأيام، وأنا شخصياً أُفضل أن أسير وأنا أركب عربة بإطارين وحمار…
على أن أركب عربة بأربعة إطارات وأنا واقف بمكاني..!”
قال المدير: نعم، وقد تم استدعاؤك لأن بعضاً من زملائه في الصف طلبوا من آبائهم استبدال إطارات سياراتهم الأمامية بحمار!،.. ويقولون أنه السبب..
اعتذر الوالد لمدير المدرسة وأولياء الأمور له عن حديث ولده..
واڼفجر ضاحكاً فور خروجه من المكتب، ذهب وهو يقول:
كنت أخشى عليه أن يشعر بالنقص، فأشعرني بالغنى!..
صلي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم