قصص

تبا إنه العمل!

كانت الساعة التاسعة. هرعت تجري وسط زحمة السير وهي تردد: “سيطردني، سيطردني.” وصلت متأخرة ومطأطأة الرأس، خائفة من خسارة حلمها. عند دخولها مكتب الأمانة، التقتها إحدى الموظفات وقالت لها: “اذهبي، إنه ينتظرك.” فكرت بقلق: “تبا، سيفصلني.”

دقت الباب وقالت: “تفضلي، اجلسي.” جلست وقال: “ما بكِ، لم تصلي في الموعد المحدد؟”

قالت: “عذرًا سيدي، لقد نمت ولم أفق إلا في الساعة التاسعة! اعذرني، أرجوك، لن تتكرر مرة أخرى.”

ابتسم وقال: “هل أعطيك سرًا يبقى بيننا؟” فسكتت.

قال: “عندما كنت أعمل، كان أبي دوما يناديني بالكسول. ولكن هناك من أعطاني دفعة لكي أستفيق من غيبوبتي. هي إنسانة حمقاء، لكنني أحببت حمقها لأنه جعلني هنا.”

سأعذركِ هذه المرة، لكن احسبيها مرة أخرى لأنني لست من النوع الذي يترك الأخطاء تتكرر. هل هذا مفهوم؟
قالت: “أجل، أجل سيدي، أعدك بذلك، لن يتكرر مرة أخرى.” وعند وصولها
إلى الباب، ناداها باسمها. استدارت وقال: “شكرا لك.”
قالت باستغراب: “على ماذا سيدي؟”
قال: “لا شيء.” أغلقت الباب وراءها وهي تتساءل عن شكره لها.

رفعت رأسها ووجدت جميع الموظفين ينظرون إليها، وكلهم حيرة لأنهم لم يسمعوا صيحاته المعتادة. ذهبت وجلست على كرسيها وبدأت العمل كأول يوم لها، عازمة على تغيير حياتها.

بدأت العمل وكلها عزم وتفاؤل لتغيير حياتها وكيانها، وحتى طبعها الذي كان يميل للكبر والتكبر والغرور. أصبحت كلها ابتسامة وجمال وتعاون. كانت تحت مجهر الرئيس، يناديها ويستشيرها في كل صغيرة وكبيرة. بدأت غيرة الموظفين تزداد، لكن لم تعلم ما يحاك ضدها.

كلما زادت مظالم من حولها، زاد تعلق الرئيس بها. كان كل مرة يقوم بتقويمها، لا بتقييمها. وفي يوم من الأيام، جاءت إلى العمل كعادتها، جاهزة لمواجهة التحديات الجديدة.
للمتابعه اضغط على الرقم 3 في السطر التالي 👇👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى