close
قصص

الاحتياج المر

من حال إبن عمه ولما وصل قال لزوجته لاتكلميني عنه بتاتا حتى لو هلكنا من الجوع لن أذهب إليه وبعد مضي العام سائت حال صاحبنا واشارت عليه زوجته بالذهاب لإبن عمه وأن لايسكت بل يطلب منه مايريد وشجعته على ذلك فاستعد للسفر وسافر وعندما وصل استقبله ابن عمه ورحب به ودخل الى حضيرة الغنم وسحب الخروف الكبير الجزل وذبحه تكريما لابن عمه
وبعد العشاء وبعد أن غادر الناس جلس هو وابن عمه فقال له ابن عمه
ياإبن العم سنتين تاتيني وتغادر دون أن تتكلم رغم أني أرى في عيونك كلام كثير ولكنك لاتفاتحني به
رد عليه وقال نعم لدي كلام كثير وجئت بالمرة الاولى ووجدتك تجبر الصخل وعزت علي نفسي أن أطلب منك حاجة وأنت على هذا الحال
ضحك إبن عمه ضحكا كاد ان يغمى عليه من شدة الضحك وقال مالعيب في ذلك هل اتركه يتالم وېموت أرأيت الخروف الذي اكلناه قبل قليل إنه هو
فقال إبن العم وجئتك في المرة الثانية وانت ټضرب إبنتك من أجل إبرة فكيف أطلب منك وأنت لم تهن عليك إبرة فضحك أيضا ضحكا شديدا وقال لم اضړبها من أجل الإبرة ولكني اعلمها درسا لتحافظ على الأشياء الصغيرة قبل الكبيرة هذه سوف تتزوج وتذهب إلى بيت زوجها واذا اضاعت الإبرة فمن السهل أن تضيع ما هو أكبر و أثمن من ذلك لذلك عاقبتها حتى تحرص على الأشياء مستقبلا وإلا أنا لو ارادت بدل الواحدة مئة احضرتها لها
لكن كيف تتعلم إذا توفر كل شيئ وفقد أي شيئ بدون حساب
وأنا لولا الحرص لما استطعت ان اجمع كل هذة الأموال والحلال فالتبذير يذهب كل شيئ
سكت الضيف وعرف أن إبن عمه ليس بخيلا بل مربي ناجح
في الصباح عندما أراد السفر قام إبن عمه فعزل له قطيعا من الغنم وقطيعا من الإبل أعطاه ألف درهما
وقال له اقض دينك واستر حالك واذا احتجت شيئا عد لي ولاتتردد
ففرح فرحا شديدا بهذه الغنيمة الكبيرة وعاد الى أهله مسرورا وقضى دينه وتحسنت أحواله
وتعلم درسا في الاقتصاد والحفاظ على الأموال
وعدم التبذير

الصفحة السابقة 1 2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى